في سياق يتسم بنزوح السكان بسبب عدم الاستقرار في البلدان الحدودية، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، بدعم من وزارة الصحة، بنشر عيادة متنقلة لتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية للاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة التي تعيش خارج مخيم مبيرا، على بعد بضعة كيلومترات من باسيكونو، على الحدود بين موريتانيا ومالي.

تكمن خصوصية هذه المبادرة في قدرتها على الوصول إلى الأشخاص الذين يعيشون خارج المخيم، والذين غالباً ما يكونون بعيدين عن المرافق الصحية. ينتشر أكثر من 100,000 نازح في القرى المضيفة على طول الحدود. وبفضل هذه العيادة المتنقلة، يضمن صندوق الأمم المتحدة للسكان عدم تخلف أي امرأة أو فتاة عن الركب فيما يتعلق بالرعاية الصحية الإنجابية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

العيادة المتنقلة مجهزة تجهيزاً كاملاً لتوفير رعاية عالية الجودة في أفضل الظروف. وهي مزودة بمعدات طبية حديثة، بما في ذلك معدات للاستشارات الطبية النسائية وأجهزة مراقبة ما قبل الولادة ومعدات التشخيص الأساسية. وبفضل قدرتها على التنقل، يمكنها الوصول إلى المناطق النائية وتكييف خدماتها مع الاحتياجات المحددة للسكان. كما يتيح النهج متعدد القطاعات التنسيق الفعال مع الجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى في الميدان.

يضم فريقاً طبياً مؤهلاً لتكملة الفرق الصحية في المقاطعة، ويقدم مجموعة كاملة من الخدمات الأساسية، بما في ذلك: ’1‘ خدمات تنظيم الأسرة لضمان حصول النساء والأزواج على وسائل منع الحمل المصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم، ’2‘ الاستشارات العامة لتلبية الاحتياجات الطبية المختلفة للمرضى وتوفير المراقبة الوقائية, ثالثًا) المراقبة قبل الولادة وبعدها لضمان سلامة الأمهات ومواليدهن الجدد، رابعًا) المساعدة على الولادة لتوفير بيئة آمنة للنساء الحوامل تحت إشراف مهنيين مؤهلين، خامسًا) تحديد حالات العنف القائم على نوع الجنس ومعالجتها، وهي مسألة حاسمة لحماية النساء والفتيات المستضعفات.

تشاركنا آيشيتو، وهي امرأة شابة جاءت لزيارة العيادة المتنقلة، تجربتها قائلة: "بفضل هذه العيادة، تمكنت من الحصول على رعاية لم أكن لأحصل عليها لولا هذه العيادة. استقبلتني القابلات بلطف واحترافية. من المطمئن جداً أن نعرف أنه يمكننا الحصول على هذه الخدمات، حتى عندما نكون بعيدين عن المرافق الصحية."

تُعد هذه العيادة المتنقلة الشاملة استجابة عملية للتحديات التي تفرضها مساحة موريتانيا الشاسعة، حيث يمثل الوصول إلى الخدمات الصحية، خاصة في المناطق النائية، تحديًا كبيرًا. وتتيح الشاحنة، التي تم الحصول عليها بفضل التمويل المنتظم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، تغطية مناطق واسعة وتوفير الرعاية الصحية للسكان في المناطق النائية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من التعبئة لتوسيع نطاق هذه المبادرة وتلبية الاحتياجات الملحة للمجتمعات التي لا تزال معزولة.