Go Back Go Back

مكافحة ختان الإناث في موريتانيا: حالة إنسانية طارئة

مكافحة ختان الإناث في موريتانيا: حالة إنسانية طارئة

أخبار

مكافحة ختان الإناث في موريتانيا: حالة إنسانية طارئة

calendar_today 07 فبراير 2025

مكافحة ختان الإناث في موريتانيا: حالة إنسانية طارئة
مكافحة ختان الإناث في موريتانيا: حالة إنسانية طارئة

مكافحة ختان الإناث في موريتانيا: حالة إنسانية طارئة

نظمت وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، في نواكشوط، احتفالاً بارزاً بمناسبة اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقاً مع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. وكان موضوع هذا اليوم هو ”تسريع الخطى: تعزيز التحالفات وإنشاء حركات للقضاء على ممارسة الختان“، وسلط الضوء على الحاجة الملحة لمكافحة هذه الممارسة الضارة التي لا تزال تؤثر على آلاف النساء والفتيات في موريتانيا.

تقدم حقيقي، ولكن ما زال الطريق طويلاً

LALIA
السيدة العليا منت سيدي يعرف، مكلفة بمهمة في الوزارة.

خلال هذا الحدث، تم تقديم عرض مفصل حول وضعية ختان الإناث في موريتانيا، حيث تم تسليط الضوء على التقدم الملحوظ الذي تم تحقيقه، مع الإشارة إلى حجم المهمة التي لا تزال قائمة. وأكدت السيدة العليا منت سيدي يعرف، المكلفة بمهمة في الوزارة، أن حماية الحقوق الأساسية للفتيات وضمان الكرامة الإنسانية تعد من الأولويات الرئيسية للحكومة، وذلك تماشياً مع التزامات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

كما أشارت إلى أن ممارسة الختان لا تزال منتشرة على نطاق واسع، رغم الجهود التي تبذلها السلطات والشركاء للقضاء عليها. ووفقًا لبيانات المسح الوطني لعام 2019-2020، فقد انخفضت هذه الممارسة بنسبة 64٪ في الفئة العمرية 15-49 سنة، وبنسبة 44٪ بين الفتيات دون سن 14 عامًا. ومع ذلك، لا تزال معدلات ختان الإناث مقلقة في بعض المناطق الريفية والنائية من البلاد، حيث تعيق العادات والتقاليد الراسخة احترام حقوق المرأة.

ضحايا الختان: حياة محطمة

شهادات الضحايا لهذه الممارسة تسلط الضوء على المعاناة الجسدية والنفسية المأساوية. تروي إحدى الضحايا، فاطماتا، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا من المناطق الداخلية للبلاد، كيف تم ختانها في سن العاشرة دون علم والديها، وفي ظروف سرية. وتقول: «لم أكن أعلم ما الذي سيحدث لي، والآن أعاني من آلام مزمنة. إنه عبء أحمله كل يوم.» تعيش فاطماتا مع مضاعفات صحية طويلة الأمد، بما في ذلك التهابات المسالك البولية المتكررة وصعوبات خلال فترات الحيض، وهي حالة تعاني منها العديد من الفتيات المختونات. لا تقتصر الآثار السلبية للختان على الجانب الجسدي فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الجانب العاطفي. تشرح عائشة، البالغة من العمر 22 عامًا، كيف أثرت هذه التجربة على نموها النفسي: «بعد الختان، شعرت بالخجل والخوف والوحدة. لقد دمر ذلك ثقتي بنفسي.» الآثار النفسية لهذه الممارسة شائعة، وتشمل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والمشكلات في العلاقات الاجتماعية.

آفة عالمية: أرقام مقلقة

لا تزال ممارسة الختان ظاهرة عالمية. فوفقاً للأمم المتحدة، هناك أكثر من 230 مليون فتاة وامرأة في العالم يتأثرن بهذه الممارسة. أما في موريتانيا، فالإحصائيات مقلقة بنفس القدر. إذ يكشف المسح الديموغرافي والصحي لعام 2019-2020 أن 72156 فتاة تتراوح أعمارهن بين صفر و14 عاماً هن ضحايا محتملات لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في المناطق التي يغطيها البرنامج المشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف. تؤكد هذه الأرقام على حجم التحدي.

الجهود المبذولة لكسر الحلقة

Représentant Assistant de UNFPA Mauritanie
الممثل المساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان في موريتانيا

وشدد الممثل المساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان ، حيدرة، على أهمية الالتزام الجماعي بالقضاء على هذه الممارسة. ”الختان ينتهك الحقوق الأساسية للفتيات والنساء. ويجب ألا يكون له مكان في مجتمعنا“. يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان بنشاط موريتانيا في مكافحتها لهذه الممارسة من خلال برامج التوعية والتدريب ودعم الضحايا.

وكان أحد الحلول المقترحة في الحفل هو تعزيز التعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية من أجل توعية سكان الريف بمخاطر الختان والبدائل الثقافية التي تحترم حقوق الإنسان.

 

التزام حيوي من أجل المستقبل

على الرغم من التقدم المحرز، يبقى مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) معركة صعبة وملحة. تواصل الوزارة وشركاؤها الدوليون، مثل اليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بذل الجهود لتعزيز التحالفات وتنفيذ إجراءات ملموسة. وقد خدم اليوم العالمي للتسامح الصفري تجاه تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية كتذكير بأهمية هذه المعركة، مع هدف مشترك: وهو تقديم مستقبل خالٍ من التشويه للأجيال القادمة من الفتيات في موريتانيا والعالم.

أحمد ولد بتار